المضائق البحرية التركية واثرها في الادراك الاستراتيجي الروسي تجاه منطقة البحر الاسود بعد العام 2014
DOI:
https://doi.org/10.61353/ma.0200001الكلمات المفتاحية:
البحر الاسود، روسيا، تركيا، المضائق البحرية، الادراك الاستراتيجيالملخص
برزت منطقة البحر الأسود كمركز ثقل استراتيجي يعكس التحولات الجيوسياسيّة الكبرى في القرن الحادي والعشرين، حيث تلتقي المصالح الاقتصاديّة بالتهديدات الأمنيّة وتتقاطع الاستراتيجيات العسكريّة بالتحالفات السياسيّة حتى اصبح البحر الأسود أكثر من مجرد مسطح مائي؛ بل فضاء رمزي يعكس صراع الهويات وتنافس النفوذ بين الشرق والغرب، إذ تُعد تركيا بموقعها الجغرافي الفريد عند مضائق البوسفور والدردنيل لاعبًا رئيسًا يعيد تعريف دوره من خلال توظيف الجغرافيا كأداة للقوة الناعمة والصلبة على حد سواء، فإنها ليست مجرد دولة تقع عند مفترق طرق؛ بل هي فاعل استراتيجي يعيد تشكيل التوازنات في منطقة البحر الأسود من خلال سياسات خارجية متعددة الأبعاد تجمع بين التحالفات التقليدية والشراكات الاقتصاديّة المبتكرة، من ناحية أخرى، يمثل توسع حلف الناتو شرقًا تحديًا جيوسياسيًا لروسيا التي ترى في هذا التمدد تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي ونفوذها الإقليمي، فإن البحر الأسود الذي كان يُعدّ تقليديًا منطقة نفوذ روسية أصبح اليوم ساحة لصراع الهويات الاستراتيجيّة بين موسكو والقوى الأطلسية، هنا تتحول المياه إلى خطوط دفاع والسفن إلى أدوات ردع، والتحالفات إلى أسلحة جيوسياسيّةـ وفي خضم هذا الصراع، يبرز الاتحاد الأوروبي كقوة تسعى إلى تأمين مصالحها الطاقويّة والأمنيّة عبر البحر الأسود. من خلال مشاريع الطاقة وخطوط الأنابيب، يحاول الاتحاد الأوروبي تحويل البحر الأسود إلى منطقة آمنة لتدفقات الطاقة، مما يعكس تحولًا في مفهوم الأمن من العسكري إلى الاقتصادي. إنه ليس مجرد لاعب اقتصادي، بل فاعل استراتيجي يعيد تعريف دوره في مواجهة التمدد الروسي.
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.