آلية الإصلاح الدستوري في دستور سنة 2005 ودستور السيد بحر العلوم
DOI:
https://doi.org/10.61353/ma.0090537Abstract
مع دخول أحكام قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية حيز النفاذ ، وما واجه هذا القانون من انتقادات مرجعية ورسمية وشعبية كبيرة ، بلحاظ المؤسِس الكاتب ، حيث بينت المرجعية الدينية العليا موقفها صراحة من هذا القانون في مناسبتين ، الأولى في رسالتها الموجهة موجهة لرئيس مجلس الأمن والثانية كانت بمناسبة الاستفتاء الموجه للمرجع الأعلى ، والتي جاء فيها :
( بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : ما هو موقف سيدنا ومرجعنا المفدّى من قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية ؟
جمع من المؤمنين
16محرم 1425هـ
بسمه تعالى
لقد سبق لسماحة السيد مّد ظله أن أوضح في تحفظه على اتفاق 15 تشرين الثاني ، أن أي قانون يُعّد للفترة الانتقالية لن يكتسب الشرعية إلا بعد المصادقة عليه في الجمعية الوطنية المنتخبة ، ويُضاف أن هذا القانون يضع العوائق أمام الوصول إلى دستور دائم للبلاد ويحفظ وحدته وحقوق أبنائه من جميع الأعراق والطوائف .
16 محرم 1425هـ )
وجاء في الرسالة الثانية الموجهة لرئيس مجلس الأمن الدولي :
( بسم الله الرحمن الرحيم السيد رئيس مجلس الأمن الدولي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد : بلغنا أن هناك من يسعى إلى ذكر ما يسمى بـ( قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية ) في القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي حول العراق بغرض إضفاء الشرعية الدولية عليه . إن هذا ( القانون ) الذي وضعه مجلس غير منتخب وفي ظل الاحتلال وبتأثير مباشر منه يُقيّد الجمعية الوطنية المقرر انتخابها في بداية العام الميلادي القادم لغرض وضع الدستور الدائم للعراق . وهذا أمر مخالف للقوانين ويرفضه معظم أبناء الشعب العراقي ، ولذلك فإن أي محاولة لإضفاء الشرعية على هذا ( القانون ) من خلال ذكره في القرار الدولي يعّد مضاداً لإرادة الشعب العراقي وينذر بنتائج خطيرة .
يرجى إبلاغ موقف المرجعية الدينية العليا بهذا الشأن إلى السادة أعضاء مجلس الأمن الدولي المحترمين ، وشكراً .
17 / ربيع الثاني / 1425 هـ )
ويبدو أن السيد بحر العلوم كان أول المتلقفين لرسائل المرجعية وتوجهاتها ، بحكم الوصل المرجعي ، والقرب من الذوق النجفي ، والعمق الحوزوي ، فبادر إلى تشكيل لجنة من المتخصصين في حقل الدستور والقانون والسياسة ، بالتزامن مع تشكيل اللجنة الرسمية من قبل الجمعية الوطنية ، كي تعمل اللجنتين بالخط متوازي ، وكأنه كان يفكر بدستور ظل يتم اللجوء إليه فيما لو لم تتمكن اللجنة الرسمية من إنجاز أعمالها في الوقت المحدد في قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية ، أو فيما لم يكن المشروع الرسمي مرضٍ للذوق المرجعي والتطلع الشعبي والنخب السياسية .
وضمت لجنة السيد بحر العلوم في عضويتها " د . سعد العلوش ، د . عبد الرسول الجصاني ، طالب طباطبائي ، أحمد البراك ، محمد عبد الجبار الشبوط ، حسين العادلي ، السيدة مريم الريس " .
وبقصد تحقيق الهدف ، وإنجاز الغاية ، فقد تردد بعض أعضاء لجنة كتابة الدستور الرسمية على لجنة السيد بحر العلوم ، وتواصل أعضاء لجنة السيد بحر العلوم مع اللجنة الرسمية ، بل أن السيدة الرئيس كانت عضواً في اللجنتين ، وهو ما يُفسر الشراكة في بعض الأفكار والمبادئ والمتبنيات .
ويقيناً أن جمع المتشابهات وتمييز المختلفات بين الدستورين ، يستلزم ربما مؤلفاً مستقلاً أو أكثر ، من هنا وجدنا أن من المفيد بحث جزئية صغيرة من دستور السيد بحر العلوم والمتمثلة بالتعديل ، ومقارنتها مع دستور سنة 2005 ، لإبراز أوجه الخلاف والاتفاق بين الدستورين .
Downloads
Published
Issue
Section
License
This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.