The strategic options of the United States of America in the Middle East during the Trump administration

الملخص

الرغم من الأهمية الجيوستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط، والمشاركة الفاعلة للقوات الأمريكية في حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء ) ، ولكن لم تزد الإدارة الأمريكية فعالياتها العسكرية في المنطقة ، إلا بعد غزو العراق عام 2003 ، واتساقاً مع فكرة عدم فقدان المكاسب المتحققة للولايات المتحدة الأمريكية بعد احتلال العراق، ومحاولة تحجيم النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ، ظهرت الحاجة الى إعادة انتشار القوات الأمريكية في العراق وموضعها داخل قواعد محصنة وقوية في مناطق مختلفة من البلاد، وجاء هذا السلوك مخالفاً لاستراتيجية أوباما الانعزالية، ومعززاً لفكرة ترامب في تعظيم مكاسب الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ، الى جانب تقييد فرص استفادة الراكب المجاني Free Rider من أي مكاسب مستقبلية محتملة في المنطقة؛ وإن الاتجاه المعاكس الذي يعقد الخيارات الأمريكية ، هو الدور الروسي الجديد في المنطقة، وأحاجة للتعامل مع موسكو لمحاربة داعش، لاسيما في ظل تقاطع المصالح بين القوتين العظميين، فضلاً عن النفوذ الايراني المتصاعد ، سواء على الساحة العراقية أم السورية ، لذلك يتحتم على واشنطن تعزيز أهدافها الاستراتيجية بالتعاون مع أكلفاء الإقليميين، وبالرغم من النهج الواقعي النسبي في سياسته الخارجية، رفع الرئيس ترامب شعار "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" ، إلا انه لم يخرج عن استراتيجية سلفه أوباما في التقليل من المشاركة العسكرية في الشرق الأوسط باستثناء الحرب ضد داعش بمعنى تحديد العمل العسكري فقط عند الضرورة، واستخدام الدبلوماسية كحل لاستعادة الاستقرار في المنطقة، وهذا العمل أدى الى حدوث فراغ استراتيجي فتح الباب أمام القوى الفاعلة الاقليمية الأخرى لملته.